نجح فريق طبي في مدينة الملك فهد الطبية من إنقاذ طفل يبلغ من العمر 3 سنوات من جسم غريب استقر في الدماغ كاد أن يودي به إلى الوفاة، و قال رئيس الفريق في هذه العملية استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور عبدالله العبيد في تفصيله للحادثة : " الطفل من سكان المنطقة الشمالية بالمملكة، و كان برفقة عائلته في نزهة خارجية، وفجأة اكتشفوا أنه ينزف من فمه وأنفه، ليتم نقله من قبلهم للمستشفى، حيث تبين وجود قطعتين خشب دخلت في فمه، استقرت أحدها في تجويف الحلق، و الأخرى في واحدة من فتحات الجمجمة واخترقت أحد الأوردة الرئيسية ، لتستقر داخل الدماغ".
وأضاف : " المريض كان يعاني من آلام شديدة، و صعوبة في حركة الرقبة و آلام مزمنة منها، و على إثر ذلك تم تحويله إلى العلاج في مدينة الملك فهد الطبية، و بعد الكشف الأولي أظهرت نتائج الفحوصات بأن الأوردة تأثرت بعد إصابتها بقطع الخشب التي كانت مستقرة في تجويف الحلق، و لو تم إزالتها في مستشفيات أخرى لا تملك الإمكانيات الكافية قد يتسبب ذلك في نزيف الطفل و يؤدي لوفاته على طاولة العمليات، إلا أننا عمدنا لاستخدام جهاز الملاحة العصبية، و استخدمنا غرفة العمليات التي تحتوي أشعة مقطعية أثناء غرفة العمليات، حيث كان لزاماً إزالة قطعة الخشب لأنها مصدر للبكتيريا والفطريات، و بعد سحب الخشب مباشرة تم عمل أشعة مقطعية، و تأكدنا أنه تم سحبه بالكامل، إلا أن صعوبة الحالة كانت تكمن في اختراقها قاع الجمجمة و وريد وأعصاب رئيسية وهو أمر خطير، لذلك أجرينا فحوصات أساسية من أشعة مقطعية بالصبغة ثم قررنا كفريق بعد المناقشة إجراء أشعة مقطعية بالقسطرة حتى ندرس الأوعوية الدموية بشكل مفصل، و في حال حصول النزيف و دعت الحاجة للعلاج بالقسطرة يرجع مرة أخرى من العمليات بالقسطرة، فتم إجراء العملية بواسطة المنظار عن طريق الفم والأنف بجهد مشترك بين جراحي المخ والأعصاب ممثلة في الدكتور عبدالله العبيد، و الأنف والأذن والحنجرة ممثلة في الدكتور فهد الفواز، والأشعة التداخلية العصبية ممثلة في الدكتور سلطان القحطاني، وغيرهم الكثير من أعصاب الأطفال والتخدير والعناية المركزة، و بعد معرفة مكان انسداد الوريد الرئيسي تم نقل الطفل لغرفة العمليات، و تمت إزالة القطع الخشبية بنجاح و لله الحمد دون أي مضاعفات، أو نزيف أو تسريب سوائل و التهابات، لذلك حالة الطفل الآن مستقرة جداً و خفت معاناته بالكامل، و هو يرقد في المستشفى لاستكمال المضادات الحيوية للتأكد من عدم بقاء أي بكتيريا، كما ستتم متابعته من قسم الأمراض المعدية و عمل أشعة مقطعية أخرى لاحقاً للتأكد من أي آثار للالتهابات.