قال الدكتور سلطان محمد القحطاني، المتخصص في جراحة شرايين المخ والأعصاب التداخلية وعلاج التشوهات الدماغية بمدينة الملك فهد الطبية لـ «الشرق» إن تخصص جراحة شرايين المخ والأعصاب يعد تخصصاً نادراً و يعتمد على استخدام قساطر متناهية الدقة والصغر لإجراء عمليات الدماغ عن طريق الشرايين بحيث لا يكون هناك فتح للجمجمة، والأمر هذا ساعد كثيراً في علاج الحالات المستعصية التي لا يمكن علاجها عن طريق جراحة المخ والأعصاب التقليدية.»
وأضاف «هذا التخصص حديثاً نسبياً، حيث بدأ في فرنسا في السبيعينيات من القرن الماضي، ولم يكن من التخصصات التي تستهوي الناس كثيراً بسبب خطورته وحاجته لتقنية عالية ومكلفة، والفرق بين العلاج عن طريق استخدام قسطرة متناهية الدقة وفك الدماغ أن فك الدماغ يتم لحالات معينة لأن الطرق الحديثة وفرت آفاقاً جديدة لعلاج التشوهات الشريانية الدماغية دون التدخل الجراحي التقليدي قد يسبب تلفاً أشد، والسبب الآخر أنه في الحالات المستعصية لا يمكن علاجها بالطريقة الجراحية التقليدية.
وأكمل قائلاً» المتخصصون في هذا المجال قليلون جداً ولا يتعدى عددهم في العالم كله 150 طبيباً، أما في السعودية فيوجد خمسة أطباء فقط، وعدد الحالات التي وصلتني من مرضى من يوم أتيت إلى مدينة الملك فهد الطبية خلال الثماني سنوات التي مضت وصلت إلى 5000 حالة بين تشخيص وعلاج، بمعدل ثلاث حالات يومياً تقريباً، وبنسبة نجاح أكثر من 90%، ونسبة النجاح يساعد فيها العمر ونوع الحالة، وفي حال جاء المريض مبكراً يكون وضعه أفضل، فمثلا علاج الجلطة الدماغية إذا وصل إلى المستشفى خلال الثماني ساعات الأولى نستطيع فتح الشريان وسحب الجلطة الدماغية ويعود إلى وضعه الطبيعي، فعامل الوقت مهم جداً، كما أن عامل التوعية يساعد فيوجد كثير من المستشفيات الطرفية لا يوجد لديهم فهم عميق للحالات ولا يعرفون التعامل معها، وعندما يتم تحويل المريض تظهر مشكلة تأخر وصوله وعدم حصوله على الخدمة وسبب في صعوبة علاج بعض الحالات.
أما عن أسعار تكلفة العلاج فقال: تختلف تكلفة علاج الحالة الواحدة من حالة لأخرى بمتوسط 100-150 ألف ريال سعودي، وتأتي التكلفة العالية نتيجة التنكولجيا والمواد المستخدمة للعلاج حيث إن بعض الدعامات الدماغية تكلف ما يقارب 50 ألف ريال، وعندما نقارنها بالفائدة في إنقاذ مريض وعودته إلى الحياة أو نجاته من إعاقة دائمة فهي تستحق المبلغ، وغالب المرضى عند خروجهم يعيشون حياة طبيعية تماماً، علما بأنني أعاني من ضغط شديد ولكن في خدمة المرضى كل شيء يهون.